https://web.facebook.com/MjlsAlasatdht/?ref=hl
King Mohammed VI was joined by Emmanuel Macron, the president of France, for a ceremony at the renovated Tangier Ville station and a seat on the first departure.
السبت، 23 يناير 2016
الجمعة، 22 يناير 2016
منصف المرزوقي لفرانس24: الإمارات "عدوة الثورات وتمول الانقلابات"
24دعا الرئيس التونسي السابق ورئيس حزب "حراك تونس الإدارة" منصف المرزوقي إلى مؤتمر إنقاذ وطني، معتبرا أن الحكومة الحالية "لا مستقبل لها". وقال المرزوقي إن "الشعب أعطى للرئيس والحكومة مهلة سنة وتبين أن كل الوعود كانت مجرد مزايدات". وبشأن القوى الأجنبية المتدخلة في الشأن التونسي، اعتبر أن الإمارات "عدوة الثورات وتمول الانقلابات"، فيما امتدح قطر "لوقوفها إلى جانب الثورة التونسية" بحسب تعبيره.
الأربعاء، 20 يناير 2016
لأربعاء 20 يناير 2016 - 10:00
أثارت منشورات على "فيسبوك" لأشخاص منتمين لحزب العدالة والتنمية ومتعاطفين معه بطنجة، حفيظة عدد من الناشطين وروّاد موقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نسب الجمالَ الذي أصبحت تبدو عليه مجموعة من أحياء طنجة إلى "حزب العدالة والتنمية".

وأرفق أحد هؤلاء صورة لأحد أحياء طنجة المُزيّنة مع تعليق قال فيه: "أحياء طنجة في عهد العدالة والتنمية"، بينما كتب آخر: "هذا ما يحدث في طنجة بعد إشراف حزب العدالة والتنمية على تدبيرها".
وردّ عدد من روّاد "فيسبوك" الطنجاويين على هذه المنشورات بتعليقات تستنكر نسْب هذا العمل لأية جهة، مبرزين أن هذه المبادرات فردية بدأت من طرف أبناء الأحياء أنفسهم، وستبقى كذلك، مع تأكيدهم أن ما كانوا متخوّفين منه قد حصل.

وقال أحد الناشطين معلقا على الموضوع: "هذا ما كنت أتخوف منه.. محاولة للركوب على مبادرات السكان"، بينما وضّح آخر: "هذه المبادرات والمجهودات قامت بها مجموعة من سكان الأحياء قبل الانتخابات وساهم فيها مجموعة من الأشخاص بصفتهم الشخصية وليست الجمعوية أو الحزبية".
يذكر أن مبادرات تزيين الأحياء انطلقت بشكل عفوي، من مجموعة أحياء بالمدينة قبل أن تنتشر الفكرة والعدوى إلى باقي أحياء طنجة ليصبح الأمر تقليدا يكاد لا يخلو منه حيّ بطنجة الآن.
وفي السياق ذاته، نظم "مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة" مسابقة "أجمل حيّ"، وذلك لاختيار أفضل حيّ من بين الأحياء التي تمت العناية بها وتجميلها، مؤخرا، في مبادرة جمعوية تشجيعية لسكان هؤلاء الأحياء من أجل تقديم الأفضل.
أثارت منشورات على "فيسبوك" لأشخاص منتمين لحزب العدالة والتنمية ومتعاطفين معه بطنجة، حفيظة عدد من الناشطين وروّاد موقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نسب الجمالَ الذي أصبحت تبدو عليه مجموعة من أحياء طنجة إلى "حزب العدالة والتنمية".
وأرفق أحد هؤلاء صورة لأحد أحياء طنجة المُزيّنة مع تعليق قال فيه: "أحياء طنجة في عهد العدالة والتنمية"، بينما كتب آخر: "هذا ما يحدث في طنجة بعد إشراف حزب العدالة والتنمية على تدبيرها".
وردّ عدد من روّاد "فيسبوك" الطنجاويين على هذه المنشورات بتعليقات تستنكر نسْب هذا العمل لأية جهة، مبرزين أن هذه المبادرات فردية بدأت من طرف أبناء الأحياء أنفسهم، وستبقى كذلك، مع تأكيدهم أن ما كانوا متخوّفين منه قد حصل.
وقال أحد الناشطين معلقا على الموضوع: "هذا ما كنت أتخوف منه.. محاولة للركوب على مبادرات السكان"، بينما وضّح آخر: "هذه المبادرات والمجهودات قامت بها مجموعة من سكان الأحياء قبل الانتخابات وساهم فيها مجموعة من الأشخاص بصفتهم الشخصية وليست الجمعوية أو الحزبية".
يذكر أن مبادرات تزيين الأحياء انطلقت بشكل عفوي، من مجموعة أحياء بالمدينة قبل أن تنتشر الفكرة والعدوى إلى باقي أحياء طنجة ليصبح الأمر تقليدا يكاد لا يخلو منه حيّ بطنجة الآن.
وفي السياق ذاته، نظم "مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة" مسابقة "أجمل حيّ"، وذلك لاختيار أفضل حيّ من بين الأحياء التي تمت العناية بها وتجميلها، مؤخرا، في مبادرة جمعوية تشجيعية لسكان هؤلاء الأحياء من أجل تقديم الأفضل.
الثلاثاء، 19 يناير 2016
هسبريس ــ محمد لديب
الثلاثاء 19 يناير 2016 - 08:00
سجلت الواردات المغربية من مواد البترول الخام، والمشتقات النفطية، والطاقة الكهربائية، الآتية من الجزائر، تراجعا قياسيا خلال سنة 2015، إذ استقرت في مستوى 5.72 مليار درهم من أصل مجموع الواردات المغربية من هذا البلد في الشهور التسعة الأولى من العام الماضي، والبالغة نحو 6 مليارات درهم، مقابل 10.8 مليارات درهم في 2014، وما يناهز 10.43 مليار درهم في 2013.وانخفضت الواردات المغربية من الطاقية الكهربائية الجزائرية إلى 127.5 مليون درهم في الشهور التسعة الأولى من العام الماضي، مقابل 285 مليون درهم في سنة 2014. كما سجلت الواردات المغربية من النفط الخام تراجعا لافتا في الشهور التسعة الأولى من هذا البلد، إذ استقرت في مستوى 5.44 مليار درهم، مقابل 10.51 مليار درهم في 2014، و10.31 مليار درهم في 2013.
واعتبر منير فرام، المدير العام للجمعية المغربية للمصدرين، أن هذا التراجع في الواردات المغربية من الجزائر أمر طبيعي، ويرتبط بالانخفاض الكبير في الأسعار العالمية للنفط الخام، قائلا في تصريح لهسبريس: "النفط الخام يمثل ما يناهز 98 في المائة من إجمالي الواردات المغربية من هذا البلد الجار، ومن الطبيعي أن نلمس تراجعا إجماليا في هذه المبادلات، في ظل التراجع الكبير للفاتورة البترولية للمغرب".
وأضاف المدير العام للجمعية المغربية للمصدرين، في التصريح ذاته: "بشكل عام فإن التراجع القياسي للنفط في الأسواق العالمية كان له تأثير إيجابي على الميزان التجاري لصالح المغرب، لكن ما زلنا نسجل ضعفا كبيرا في حجم الصادرات المغربية نحو الجزائر، رغم وجود رغبة حقيقية بين رجال الأعمال المغاربة والجزائريين من أجل رفع مستوى هذه المبادلات".
وقال فرام: "إغلاق الحدود ما زال يعرقل تطوير العلاقات التجارية بين البلدين، ويحول دون تنميتها وتعزيزها، لما فيه الصالح الاقتصادي للطرفين".
وبلغ إجمالي المبادلات التجارية بين البلدين ما يناهز 7.45 مليار درهم خلال الشهور التسعة الأولى من العام المنصرم، مقابل 13 مليار درهم تقريبا في 2014، و12.6 مليارات درهم في 2013.
يشار إلى أنه، في الوقت الذي تهيمن المنتجات النفطية ومشتقاتها، والطاقة الكهربائية، على أزيد من 98 في المائة من حجم الواردات المغربية من الجزائر، تأتي المنتجات نصف المصنعة في الرتبة الثانية بنحو 228 مليون درهم، تليها الواردات من المنتجات الغذائية والمشروبات والسجائر، بما يناهز 25 مليون درهم.
السبت، 16 يناير 2016
عبد الواحد استيتو من طنجة
السبت 16 يناير 2016 - 11:00
إذا لم تكن من أهل طنجة فإنه يصعب عليك أن تتصور أن المباني المتزاحمة والضيقة بالمدينة القديمة تضمّ "فنادق" غير مصنفة، من نوع خاص، تعرف بالـنزل أو "البنسيون" (Pension)، وتتميز برُخص ثمنها، وبتوفيرها للحدّ الأدنى من شروط المبيت للعابرين والسياح.وتتمركز هذه البيوت خصوصا بالمدينة القديمة، وتقل تدريجيا كلما توجهنا نحو "البوليبار"، ثم تنعدم بالابتعاد عن الكورنيش ووسط المدينة.
قبل عقود مضت، كانت هذه "البنسيونات" تعرف رواجا كبيرا، خصوصا أمام العدد القليل من الفنادق المصنفة بطنجة آنذاك، كما أن السياحة كانت في وضع أفضل مما هي عليه الآن، على الأقل من ناحية النوع، ومن حيث الجنسيات المتعددة التي كانت تزور المدينة.
لكن، ومنذ أواخر التسعينيات، عرفت مدينة طنجة تطورات على عدة مستويات، صبّت أغلبها في تقزيم دور هذه "البنسيونات"، التي أصبحت تعاني كثيرا في ظل واقع لم يعد يتماشى وما تقدمه من خدمات، تعتمد في مجملها على البساطة من جهة، ووفرة الزوّار من جهة أخرى.
تدهورٌ وآمال
يقول "لحسن.م"، مشرف على نُزُلٍ بشارع المكسيك: "لقد تدهورت الأمور كثيرا مؤخرا، خاصّة بعد خضوع ميناء المدينة للتأهيل، وانتقال معظم الرحلات البحرية إلى الميناء المتوسطي. العابرون والقادمون من وإلى إسبانيا كانوا يشكلون نسبة هامّة جدا من زبائننا، أما الآن فقد انخفضت نسبة زبائننا إلى أكثر من النصف".
"يكفي أن تعرف أن موسم "رأس السنة" مثلا كان يمثل بالنسبة لنا ذروة العام، إذ كان النزل يمتلئ عن آخره"، يقول لحسن، ثم يضيف: "في السنوات الأخيرة أصبح الإقبال في "رأس السنة" عاديا جدّا، وكأنه يوم كباقي الأيام..هناك سبب قوي، وهو الفنادق المصنفة الكبيرة التي تم بناؤها مؤخرا في مدينة طنجة، والتي لم يعد لنا معها نصيب".
ويواصل لحسن معبرا عن أمله في أن تجد هذه "البنسيونات" مكانا لها في طنجة الكبرى: "نحتاج إلى مهرجانات كبرى وتظاهرات رياضية محلية أو عالمية تنظم بطنجة، كمباريات المنتخب الوطني مثلا، التي توفّر زبائن كُثرا، إذ تصبح الفنادق الكبرى غير كافية، وهنا يأتي دورنا".
يبدو النزل الذي يعمل فيه لحسن نظيفا وحسن المظهر..سألناه عن الأسعار فأجاب: "تختلف حسب الموسم، وحسب الخدمات التي يريدها الزبون، من مساحة، وتوفّر الحمّام وغيرها..الأمر عموما يتراوح بين 100 و300 درهم لليلة الواحدة".
أما الزبائن فقال لحسن إن عددهم يُراوح العشرة يوميّا، في نزله الذي يضمّ 39 غرفة، ولا يتعدّى أربعة طوابق.
بساطة ومنافسة
في المدينة القديمة دخلنا نزلا قديما وصغيرا من طابقين، يضمّ 11 عشرة غرفة، ويتراوح ثمن المبيت لليلة الواحدة فيه بين 40 و50 درهما، حسبما أخبرنا بذلك مالكه "داوود".
تبدو "البنسيونات" في المدينة القديمة أكثر بساطة وضيقا من ناحية المساحة، لكنها أيضا أكثر عراقة، وفيها لمسة يعشقها السياح الأجانب في الغالب.
"كان هذا صحيحا في ما سبق..الآن لم يعد الأجانب يبيتون عندنا إلا نادرا"، يوضّح داوود، ثم يضيف: "لقد أثرت علينا كثيرا عملية شراء الدّور القديمة من طرف الأجانب، وتحويلها إلى دور ضيافة، أصبحت منافسنا القويّ".
ويضيف داوود أن "الأجانب الذين يستثمرون في دور الضيافة لديهم كل الإمكانيات لتجميلها والتسويق لها بكل الطرق، في مقابل أنهم لازالوا يشتغلون بالطرق العادية البدائية المعتمدة على انتظار مرور الزبون واختياره المبيت عندهم صدفة".
ويستطرد داوود: "لديهم مواقع إنترنت خاصة بهذه الدّور، يوفرون فيها كل ما يحتاجه السائح القادم إلى طنجة من معلومات وتفاصيل، وهو ما لا نستطيع توفيره بإمكانياتنا البسيطة والمحدودة".
"كلّ هذا، إضافة إلى أن الميناء القديم زاد من تدهور الوضع وأصبح الموسم الأكثر ازدهارا في العام كله لا يتعدّى شهرا واحدا هو شهر غشت، بينما لا يتعدى في باقي أشهر السنة عدد الزبائن في اليوم أصابع اليد الواحدة"، يقول داوود.
ليوناردو دي كابريو
يوفر النزل الذي يمتلكه "داوود" المبيت فقط، بينما هناك حمام واحد مشترك لمن أراد استعماله، ومع ذلك، ونظرا لقيمة النزل التاريخية، فقد كان من حظه أن الممثل العالمي "ليوناردو دي كابريو" قرّر أن يجعل استراحته فيه، بعد أن قام بتصميم جزء منه على مزاجه، وذلك أثناء تصوير فيلمه "Inception" بالمدينة القديمة سنة 2010.
"المشكلة أن أغلب البنسيونات هنا ليست ملكا لمستثمرين أو ما شابه، فأغلبنا ورثناها عن آبائنا، الذين كانوا يتخذونها مساكن قبل أن يحولوها إلى فنادق، وبالتالي فإنها تبقى مشاريع أسرية لا تكاد تخضع لما تخضع له باقي المشاريع الاستثمارية عموما"، يضيف داوود.
وعن تدخّل الدولة لمحاولة إنقاذ هذه "البنسيونات" الصغيرة من الإفلاس، قال لنا داوود إن العلاقة الوحيدة مع الدولة بالنسبة لهم هي أنهم يدفعون لها 6 ضرائب في العام، لا أقل ولا أكثر.
الغريب أننا عندما توجهنا إلى مندوبية السياحة للحصول على بعض الإحصاءات حول هذه "البنسيونات"، أخبرنا مسؤول أنها ليست مسجلة لديها، بل يتم تسجيلها لدى الدوائر الأمنية، وتكتفي المندوبية بتوفير المعطيات عن الفنادق المصنفة فقط.
وبين واقع تدهورها يوما عن يوم، في مدينة تكبر وتلتهم كل ما هو صغير، تبقى "بنسيونات" طنجة ذات نكهة خاصة بالنسبة لأبناء المدينة القدامى، وبالنسبة لبعض السياح الذين يفضلونها حتى على الفنادق المصنفة، لما تتحلى به من بساطة وشعبيّة لا تخلو من جمال.
الخميس، 14 يناير 2016
10 سنوات بعد تحرير قطاع الإعلام، ماذا تغير؟ ماذا أضافت لجهة طنجة تطوان؟
قالت "فرحانة عياش"، صحافية بإذاعة "ميدي1"، إن 10 سنوات على تحرير القطاع السمعي البصري بالمغرب حملت الكثير من الإيجابيات، وأفرزت قناةً واحدة و17 إذاعة خاصة، بها هامش لا بأس به من الحرية، مُقابلَ مجموعة نواقص أهمّها غياب الجانب التكويني للصحافيين العاملين بها، والمشاكل المادية العويصة.
جاء ذلك في سياق ندوة نظمتها المديرية الجهوية للاتصال بجهة طنجة تطوان الحسيمة، بشراكة مع منظمة حريات الإعلام والتعبير (حاتم)، حول موضوع "10 سنوات بعد التحرير، ماذا تغير؟ ماذا أضافت للجهة؟"، سيّرها المدير الجهوي للوزارة إبراهيم الشعبي.
واعتبرت فرحانة أن المطلوب من الدولة أن تستثمر في العنصر البشري بفتح مراكز تكوين للصحافيين، متسائلة إن كانت هناك إرادة فعلاً كي يكون للمغرب إعلام مشرّف، معتبرةً أن الجواب واضحٌ من خلال الصورة التي تعكسها المؤسسات الإعلامية.
من جانبه، تساءل محمد العمراني، صحافي سابق بالقناة الثانية، إنْ كان الإعلام قد تحرر فعلا، معتبرا أن ذلك حدث بنسبة قليلة بالنسبة للإذاعات، بينما الإعلام البَصري لم يتغير، وأن القناة الوحيدة بالمغرب ليست خاصة وساهمت الدولة في أن يطول عمرها بشكل كبير، مضيفا أن قناة "دوزيم" عند إنشائها في سنة 1989 لم يتم احترام القوانين التشريعية بخصوصها، فانهارت ماديا قبل أن تتدخل الدولة بنسبة 70 بالمائة من رأسمالها، بينما يتم تطبيق قانون الشغل الخاص على المشتغلين بها وليس النظام الأساسي للوظيفة العمومية.
واعتبر العمراني أن ما يُعاب على الإذاعات الخاصة هو عدم احترام بعضها لـ"لغة الضاد"، حيث يصعب تمييزها، أهي َ فصحى أم دارجة، مع اعتماد برامجها على الاتصالات الهاتفية وليس الريبورتاجات والتحقيقات، بمنطق ملأ الصفحات البيضاء.
وعمّا أفرزه تحرير المشهد السمعي البصري في السنوات العشر لتحريره، قالت حنان بنعزوز، إذاعية بإذاعة "كاب راديو"، إن المجال أصبح مفتوحا في وجه الشباب، وأن الزخم الموجود خلق تنافسية مع القدرة على مناقشة مواضيع كانت محظورة، في حين أصبح للمتلقي علاقة مباشرة بالإذاعة وأصبح بإمكانه الاتصال والتعبير عن مواقفه وآرائه.
وعن تكوين الصحافيين، أضافت المتحدثة أن هناك من يؤاخذ استقدام هذه الإذاعات الخاصة لشباب غير مكوَّنين، لكن الحقيقة، تستدرك بنعزوز، أن من أراد تطوير نفسه، فإنه لن يجد صعوبة في ذلك، كما استفاد عدد منهم فعلا من تكوينات أكاديمية أو داخلية.

في حين اعتبر نبيل دريوش، صحافي بقناة "ميدي1 تيفي"، أن تحرير القطاع السمعي البصري كان ضمنيا في أواسط التسعينات، عندما رُفع الحظر على الصُّحون المقعرة (البارابول)، وبدأ المغاربة باستقبال ومشاهدة عشرات القنوات العربية، حيث وقعت ما أسماها "هجرة تلفزية" للمشاهدين، فرضت على المغرب في ظل مناخ سياسي ملائم، ومع بداية الانتقال الديمقراطي، أن يحرّر القطاع سنة 2002.
وواصل دريوش أن هذا التحرير كان سمعيا أكثر منه بصريا، معتبرا أن مصير هذه الإذاعات مرتبط بالمعلنين، مما جعلها تعمل على استقطاب مستمعين بأي وسيلة، حيث بدأ التنافس "ووصلنا إلى فوضى وكلام الشوارع في الإعلام، فعوض أن تربي، بدأت تساهم في سوء تربية الأجيال"، يضيف المتحدث.
وتساءل صحافيُّ إذاعة طنجة، خالد الشطيبات، إن كان يفترض أن ننتظر أكثر من 10 سنوات لنقف وقفة تأمل في السمعي البصري، ونكرر دائما أن التحرير خطوة إيجابية، مضيفا أن 10 سنوات حاليا في أعمار الأمم تقاسُ بأطوار متعددة من النمو والتطور.
وأضاف الشطيبات أنه يصعب الحديث عن قرار تحرير السمعي البصري بمنأى عن القرار السياسي والسيادي، في وقتٍ لم تحقق فيه هذه الإذاعات ما كان مأمولا منها، وتحتاج إلى مراجعة نقدية.
الشطيبات ركز على ضرورة تشبع الصحافيين والباحثين بالسؤال النقدي في القطاع السمعي البصري، وأن يعتبر المجتمع المدني هذا القطاع حقا من حقوقه، وأن يطالب، باستمرار، بصلاحيات تعزيز هذه الخدمة العمومية، مضيفا أن المواطن لا يحقق مواطنته إلا من خلال التشارك أو المشاركة، وهو ما لا يتسنى له من خلال البرامج المعروضة بهذه الإذاعات أو القنوات، مع استثناءات قليلة لكنها لا تشمل الجوانب الثقافية والسياسية.
جاء ذلك في سياق ندوة نظمتها المديرية الجهوية للاتصال بجهة طنجة تطوان الحسيمة، بشراكة مع منظمة حريات الإعلام والتعبير (حاتم)، حول موضوع "10 سنوات بعد التحرير، ماذا تغير؟ ماذا أضافت للجهة؟"، سيّرها المدير الجهوي للوزارة إبراهيم الشعبي.
واعتبرت فرحانة أن المطلوب من الدولة أن تستثمر في العنصر البشري بفتح مراكز تكوين للصحافيين، متسائلة إن كانت هناك إرادة فعلاً كي يكون للمغرب إعلام مشرّف، معتبرةً أن الجواب واضحٌ من خلال الصورة التي تعكسها المؤسسات الإعلامية.
من جانبه، تساءل محمد العمراني، صحافي سابق بالقناة الثانية، إنْ كان الإعلام قد تحرر فعلا، معتبرا أن ذلك حدث بنسبة قليلة بالنسبة للإذاعات، بينما الإعلام البَصري لم يتغير، وأن القناة الوحيدة بالمغرب ليست خاصة وساهمت الدولة في أن يطول عمرها بشكل كبير، مضيفا أن قناة "دوزيم" عند إنشائها في سنة 1989 لم يتم احترام القوانين التشريعية بخصوصها، فانهارت ماديا قبل أن تتدخل الدولة بنسبة 70 بالمائة من رأسمالها، بينما يتم تطبيق قانون الشغل الخاص على المشتغلين بها وليس النظام الأساسي للوظيفة العمومية.
واعتبر العمراني أن ما يُعاب على الإذاعات الخاصة هو عدم احترام بعضها لـ"لغة الضاد"، حيث يصعب تمييزها، أهي َ فصحى أم دارجة، مع اعتماد برامجها على الاتصالات الهاتفية وليس الريبورتاجات والتحقيقات، بمنطق ملأ الصفحات البيضاء.
وعمّا أفرزه تحرير المشهد السمعي البصري في السنوات العشر لتحريره، قالت حنان بنعزوز، إذاعية بإذاعة "كاب راديو"، إن المجال أصبح مفتوحا في وجه الشباب، وأن الزخم الموجود خلق تنافسية مع القدرة على مناقشة مواضيع كانت محظورة، في حين أصبح للمتلقي علاقة مباشرة بالإذاعة وأصبح بإمكانه الاتصال والتعبير عن مواقفه وآرائه.
وعن تكوين الصحافيين، أضافت المتحدثة أن هناك من يؤاخذ استقدام هذه الإذاعات الخاصة لشباب غير مكوَّنين، لكن الحقيقة، تستدرك بنعزوز، أن من أراد تطوير نفسه، فإنه لن يجد صعوبة في ذلك، كما استفاد عدد منهم فعلا من تكوينات أكاديمية أو داخلية.

في حين اعتبر نبيل دريوش، صحافي بقناة "ميدي1 تيفي"، أن تحرير القطاع السمعي البصري كان ضمنيا في أواسط التسعينات، عندما رُفع الحظر على الصُّحون المقعرة (البارابول)، وبدأ المغاربة باستقبال ومشاهدة عشرات القنوات العربية، حيث وقعت ما أسماها "هجرة تلفزية" للمشاهدين، فرضت على المغرب في ظل مناخ سياسي ملائم، ومع بداية الانتقال الديمقراطي، أن يحرّر القطاع سنة 2002.
وواصل دريوش أن هذا التحرير كان سمعيا أكثر منه بصريا، معتبرا أن مصير هذه الإذاعات مرتبط بالمعلنين، مما جعلها تعمل على استقطاب مستمعين بأي وسيلة، حيث بدأ التنافس "ووصلنا إلى فوضى وكلام الشوارع في الإعلام، فعوض أن تربي، بدأت تساهم في سوء تربية الأجيال"، يضيف المتحدث.
وتساءل صحافيُّ إذاعة طنجة، خالد الشطيبات، إن كان يفترض أن ننتظر أكثر من 10 سنوات لنقف وقفة تأمل في السمعي البصري، ونكرر دائما أن التحرير خطوة إيجابية، مضيفا أن 10 سنوات حاليا في أعمار الأمم تقاسُ بأطوار متعددة من النمو والتطور.
وأضاف الشطيبات أنه يصعب الحديث عن قرار تحرير السمعي البصري بمنأى عن القرار السياسي والسيادي، في وقتٍ لم تحقق فيه هذه الإذاعات ما كان مأمولا منها، وتحتاج إلى مراجعة نقدية.
الشطيبات ركز على ضرورة تشبع الصحافيين والباحثين بالسؤال النقدي في القطاع السمعي البصري، وأن يعتبر المجتمع المدني هذا القطاع حقا من حقوقه، وأن يطالب، باستمرار، بصلاحيات تعزيز هذه الخدمة العمومية، مضيفا أن المواطن لا يحقق مواطنته إلا من خلال التشارك أو المشاركة، وهو ما لا يتسنى له من خلال البرامج المعروضة بهذه الإذاعات أو القنوات، مع استثناءات قليلة لكنها لا تشمل الجوانب الثقافية والسياسية.
الثلاثاء، 12 يناير 2016
أفادت مديرية مجلس إدارة قصر الحمراء وجنّة العريف، ومختلف وسائل الإعلام والصحافة الإسبانية، أوائل شهر دجنبر المنصرم، بأنّ الخبراء والمرمِّمين الإسبان العاملين في قصر الحمراء الشّهير بغرناطة عثروا من باب الصدفة أثناء عملهم اليومي الاعتيادي على رسوماتٍ وصور في بهو الأسود بقصر الحمراء.
سرّ مكنون لعدّة قرون
وتفيد هذه المصادر كذلك بأنّ الجهة الشرقية من معلمة بهو السّباع بالحمراء ظلّت تحتفظ لعدة قرون بسرٍّ لم يفصح عنه الزمان إلاّ في الأيام الأخيرة، والذي يقدّم نموذجاً آخر جديداً عن الفنون التي تخفيها أروقة وغرف وباحات هذا القصر الإسلامي والمعلمة الفريدة التي أبدع في إتقانها السلطان الأندلسي المجدّد محمد الخامس الغنيّ بالله، إذ اكتشف الخبراء المرمِّمون المكلفون بصيانة هذه المآثر العمرانية المبهرة استعمال المهندسين المعماريين المسلمين لطرائق ووسائل وتقنيات متقدّمة، تختلف عن تلك التي كانت تُعرف عندهم حتى اليوم.
كما تم العثور من طرف هؤلاء المرمّمين، خلف الأخشاب المنحوتة التي تغطي أسقف الغرف والباحات بهذا البهو البديع، على رسومات تعكس الصّور الظلية للحيوانات، والتي لم تكن معروفة ولا مألوفة في تلك الفترة.
العنصر الجديد الآخر الذي اكتشفه الخبراء المرمّمون هو أنّ تركيب المواد الخشبية في الأسقف استعملت فيه قطع خشبية لها شكل نجمة، وكل قطعة تنتهي بإحدى عشرة نقطة أو نهاية مسنونة، في حين أنّ هذه القطع كانت من المعتاد تنتهي بسنّين اثنين فقط. وكانت هذه القطع الخشبية المتماسكة والمتلاحمة فيما بينها تستخدم لتناسب الشكل النصف الدائري من القبة، وهي الخاصّية الجديدة التي تجعلها فريدة من نوعها، والتي يرجع تاريخها إلى عام 1380 (القرن الرابع عشر). ولم يكن معروفاً حتى اليوم وجود أشكال هندسية من هذا القبيل في الأسقف الخشبية من بين مجموع هذه البناءات العمرانية.
وتشير "ماريا خوسّيه دوميني"، الخبيرة المسؤولة عن فريق العمل الذي يقوم بمهام الترميم، إلى أنّ هذه القبّة تمّيز بأنها تقوم على استعمال "الأسفاط"، (يقول عنها معجم العُباب الزاخر: "الطَّنَفُ والطُّنُفُ - أيضاً- إفْرِيز الحائط، وكذلك السَّقِيْفة"). وقد تكون هذه الكلمة قد انتقلت إلى اللغة الإسبانية واستقرّت فيها واستعملتها الخبيرة باسم (zafates) وهي تعني بها قطعاً مستطيلة من الخشب غير اعتيادية بالمرّة.
وعلى حدّ تعبير المرمّمة الخبيرة الإسبانية فإنّ "لهذه القطع أشكالاً غريبة جدّاً ونادرة، وليس من السهولة بما كان وضع اسم خاص بها"، كما توضّح أنه من المستجدّات الهامّة التي تميّز هذه الخشبات أنّ جميعها منحوتة وناعمة بنسبة تسعين في المائة. وتضيف ماريا خوسّيه دوميني أنّ "أهميّة هذا الاكتشاف تكمن في معرفة الطريقة والتقنية اللتين كان مهندسو وصنّاع بني نصر التقليديون يعملون بهما، ونوعية الزّخرفة التي كانوا يستعملونها، والتي لم يكن لنا علم بها من قبل". وتضيف الخبيرة: "هذا علماً أننا لم نفكّك بعد حتى الآن سوى العُشُر من السّقف، إلاّ أننا يمكننا أن نرى بوضوح التركيب الهندسي على أكمل وجه، كما يمكن أن نرى العلامات التي تعمل على تحديد كل قطعة، وهناك من يعتقد أننا عند معالجتنا للجزء الثاني من هذه المعلمة التاريخية سنجد تراكيبَ هندسيةً شبيهة بالسابقة".
رسومات نباتيّة وحيوانيّة
وتؤكد الخبيرة الإسبانية ذاتها أنّ هذا ليس هو السرّ الوحيد الذي تمّ اكتشافه، ذلك أنه في معظم القطع التي تمّ تفكيكها في السقف عثر المرمّمون في ظهرها على رسومات تعود لعهد بني نصر. وعندما تمّ تسليط الأضواء على هذه الموجودات لم تظهر فقط الرّسومات النباتية، والأشكال الهندسية، والزخرفة، والتنميق، بل ظهرت كذلك رموز غير معتادة في ذلك الوقت، فضلاّ عن رؤوس بعض الحيوانات أو البشر. "لقد كان من المعتاد استعمال الزخارف النباتية، إلاّ أننا في هذه الحالة، وجدنا أيضا، على سبيل المثال وليس الحصر، شكلاً مصغّراً يمثل رأس كلب"، تقول الخبيرة التي أكدت أنه "مع تقدّم العمل في هذا المجال يُنتظر بكلّ تأكيد أن نجد مزيداً من الرسومات"، التي قالت عنها إنها "بحكم تواجدها في الجانب الخلفي من الأسقف الخشبية، ونظراً لعدم وجود الورنيش (البرنيز) أو الأوساخ، أو الأتربة بها فقد ظلت محفوظة بشكل مدهش"؛ كما قالت إن "جميع الرّسومات التي تمّ العثور عليها ستصوّر، وسيتمّ حفظها ووضعها ضمن أرشيف خاص لتكون رهن إشارة الدارسين والمتخصّصين".
وقالت الخبيرة الإسبانية إنه "لا يُعرف إلى حدّ الآن لماذا تمّ رسم هذه الرسومات التي لم تكن اعتيادية في ذلك الإبّان"، وأضافت قائلةً -على سبيل الدّعابة والمزاح- "ربما كان الملل هو حافزهم لوضع هذه الرسومات"، وفسّرت ذلك بقولها: "مثلما نفعل نحن اليوم عندما ننتظر مكالمة مّا فنقوم بخربشات على ورقة بيضاء، إلاّ أنه من المؤكد أنهم لم يتخيلوا أننا سنعثر يوماً على أعمالهم، أو نكتشف رسوماتهم"؛ وأضافت أنّ "هذه الرسومات التي تمّ العثور عليها بين وثنايا وخبايا المعلمة الأكثر جذباً للسياح في إسبانيا تخرج اليوم إلى النور على الرّغم من أنه ليست المرّة الأولى التي تتمّ فيها معالجة وترميم هذه الجدران، إذ سبق أن رمّمت عامي 1923 و1936" .
وعلى إثر هذا الاكتشاف قال مدير مجلس إدارة قصر الحمراء وجنّة العريف، رينالدو فرنانديث مانثانو: "إنّ قصر الحمراء ما فتئ يفاجئنا في كلّ مرّة، وعليه فإنّ عملية الترميم ستستمرّ على امتداد السنة القادمة"، وأضاف: "لابدّ أنّ هناك أسراراً أخرى قد يتمّ اكتشافها في الأيام المقبلة". ويشير مسؤول آخر عن عمليات الترميم وهو "رامون روبيو" إلى أنّ "عملية الترميم في الجانب الشرقي من معلمة بهو السّباع بقصر الحمراء ليست هي العملية الوحيدة التي يقوم بها الخبراء الإسبان حالياً، بل إنهم منكبّون كذلك على ترميم قاعة الملوك. وتتمّ هذه الأعمال لأوّل مرّة، طبقاً للمعايير والطرق العلمية الدّولية الدقيقة المستعملة في معظم المآثر والمعالم العالمية في الوقت الراهن".
الحمراء أولى المعالم جذباً للزوّار
منذ ثلاث سنوات عادت أسود قصر الحمراء لتزأر من جديد في البهو الكبير الذي يتوسّط هذه المعلمة المعمارية والحضارية الإسلامية الفريدة، التي ما فتئت تبهر عيون الملايين من الزوّار، وتذهل عقولهم وألبابهم من كل الأعراق والأجناس، والذين يتقاطرون عليها كل يوم بدون انقطاع من كلّ صوب وحدب؛ حتى أصبحت هذه المعلمة تحتلّ المرتبة الأولى بين مختلف المعالم والمآثر التاريخية والعمرانية "الإسبانية" من حيث جذبها للزوّار، بل إنها أجملها وأروعها على الإطلاق. وحسب إدارة قصر الحمراء وجنّة العريف، فإنّ كلا من "قصر الحمراء" وملحقته "جنّة العريف" قد حققتا رقما قياسيا تاريخيا في السنوات الأخيرة، إذ زارهما ملايين السياح؛ وفاقتا بذلك بكثير جميع المعالم التاريخية الإسبانية الأخرى.
عادت هذه الأسود، وآبت إليها المياه البلّورية العذبة تتدفّق من أفواهها بخريرها المتناغم، منسابة رقراقة على إيقاع أصوات موسيقية غنائية سحرية أسطورية زريابية، لا تسمعها سوى آذان جدران الحمراء !
رحلة إلى الماضي البهيج
أعمال الترميم كانت قد بدأت منذ عدّة سنوات، وخضعت لها هذه الأسود لتعيد لها رونقها القديم، وإشعاعها وبهاءها اللذين ليس لهما نظير. لقد أصبح المرمر الأبيض الناصع يغطّي أرضية هذا البهو البهيج، والمياه تنساب في لطف بين "السّواقي" التي تملأ المكان كما كانت عليه في عهدها السابق في القرنين الرابع عشر والخامس عشر (مازالت كلمة "السّاقية" تستعمل في اللغة الإسبانية إلى اليوم بمعناها العربي القديم نفسه "acequia"، مثلما ما زالت تُستعمل كلمة "الجُبّ" باسم Aljibe في اللغة الإسبانية، كما أنها تستعمل في اللغة الأمازيغية (الريفيّة) بالمعنى نفسه إلى اليوم..وهي تعني: البئر غيرُ البَعيدةِ، أو البِئْرٌ المُجَبَّبةُ الجَوْفِ إِذا كان وَسَطُها أَوْسَعَ شيء منها مُقَبَّبةً).
خضعت هذه الأسود الاثنا عشر الأصليّة لعمليات ترميم دقيقة بعد أن نزع عنها الخبراء كل ما علق بها من مواد غريبة بفعل التآكل والرطوبة والزمن. واكتشف المرمّمون خلال عملهم أنّ كل أسد من هذه الأسود يختلف عن الآخر، وهذه الفوارق يمكن الآن مشاهدتها بشكل أكثر وضوحا من ذي قبل في فروها، وفكاكها، وخطامها، وأذنابها، بل وحتى في تعابير وجوهها.
وقد بلغت تكاليف الترميم ما يناهز 2.24 مليون أورو، بمشاركة أزيد من مائة خبير ومتخصّص في المكان الذي توجد فيه الأسود .
وبالإضافة إلى عمليات ترميم الأسود تمّ إصلاح وتحديث النظام الهيدروليكي أو المائي وتصفيته، بعد أن كان قد اعتراه البلى وعلقت به بعض المواد المعدنية كالكلس، وعوالق أخرى، كما تمّ استخراج المياه الآسنة، وتنقية المجاري الجوفية، وتركيب نظام هندسي متطوّر خاص لمراقبة حرارة المياه، لتفادي إلحاق أيّ أضرار محتملة سواء بالقنوات والمجاري المائية أو بمجسّمات السّباع مع مرور الزمن.
ويشير الخبراء الإسبان الذين أشرفوا على هذه العمليات إلى أنهم قد أعادوا استعمال الممرّات المائية الدفينة (غير المرئية) واستغلال المياه نفسها القادمة من النبع القديم الذي صمّمه واستعمله الخبراء المسلمون في القرن الرابع عشر، بأمر من السلطان الأندلسي محمد الخامس، من قمّة المنحدر المعروف باسم: "السّبيكة".
الأعمال الترميمية البالغة الدقّة التي أنجزت في هذا الشأن، والتي تنقل الزائر الجديد للحمراء في رحلة سحرية إلى الماضي البعيد، تمّت استنادا إلى مراجع ووثائق تاريخية قديمة تعود للعصر الذي شيّد فيه قصر الحمراء، وبناء على شهادات وأوصاف العديد من المؤرخين المسلمين والأجانب.
وحسب المؤرخ الألماني "هيرومينوس مونسير" (1434- 1508) فإنّ أرضية البهو في زمانه: "كانت كلها مكسوّة بالمرمر الحرّ الأبيض، وكانت القنوات المائية التي تمخر المكان، والتي تنطلق من النبع، ترمز إلى الأنهار الأربعة التي تقود إلى الفردوس". ويشير المهندس الإسباني "بيدرو سالمرون"، الذي أشرف على عملية وضع المرمر الجديد إلى أنّ "كل الشهادات والروايات في ذلك الوقت تؤكّد أنّ الأرضية الجديدة هي الآن تماما كما كانت عليه عندما رآها لأوّل مرّة الملكان الكاثوليكيان فرناندو وإزابيل بعد دخولهما لغرناطة، وأنه قد تمّ وضع 250 قطعة من المرمر على مساحة 400 متر مربّع، ذات مقاييس وأوزان متباينة، تتراوح بين 50 و400 كيلوغرام". وابتداء من الآن- بعد هذه الترميمات الدقيقة- فإنّ بهو الأسود وجميع أركان قصر الحمراء وملحقاته ستخضع لمراقبة صارمة، وحراسة مشدّدة، وصيانة دورية منتظمة.
ساحة السّباع أو بهو الأسود هي من إنجازات السلطان الأندلسي محمد الخامس الغنيّ بالله، وهي تضمّ الباحة التي تتوسّط قصر الحمراء بأسودها الاثني عشر، والبناءات المحيطة بها، مثل قاعة الأختين، وقاعة بني سراج، بالإضافة إلى قاعة الملوك، (أو قاعة العدل)، وقاعة المقربصات، بالإضافة إلى النافورة التي تتّخذ شكل قصعة مستديرة بديعة الشكل، كحوض من المرمر، يحملها اثنا عشر ضرغاماً تمجّ المياه من أفواهها وتتطاير لتسقط في رفقٍ ولطف وانسياب على جنبات النافورة المحيطة بها .
الحمراء.. ألبوم شعري على مرمر مصيص
للمستشرق الإسباني الكبير الراحل إميليو غارسيا غوميس كتاب تحت عنوان: "قصائد عربية على جدران وينابيع الحمراء"، هذا الكتاب هو عصارة عمل يمتدّ لسنوات طويلة، بدأه المؤلف منذ أن كان حديث العهد بالوصول إلى غرناطة عام 1930 ليشغل أستاذ كرسي في جامعتها، إذ طفق في العمل على جمع مواد هذا الكتاب ثم انقطع عن ذلك، وفي عام 1943، ضمن الخطاب الذي ألقاه غارسيا غوميس عند قبوله عضوا في المجمع التاريخي الإسباني تحدّث عن ابن زمرك، شاعر الحمراء، ففاجأ الحاضرين بالمعلومات التي قدّمها، سواء عن هذا الشاعر أو عن الحمراء، التي تعتبر في نظره ظاهرة فريدة من نوعها في العالم.
إنّ قصر بني نصر الكبير يعتبر بمثابة "مصنع" إعجاب، وهو خلاصة حساسية مفرطة وذكاء وقّاد، أكثر ممّا هو مصدر ثراء ورفاهية وترف. يحتوي هذا القصر على "ديكور" يكاد يشبه أرقى ديكورات المسارح العالمية، بل يفوقها جمالا وجلالا، لأنّه ديكور حيّ دائم خالد وموح بالحبّ الذي ينبعث من كل جوانبه.
تضمّ الحمراء بين جوانبها خاصيّة مميّزة ومحيّرة بكونها تعتبر "ألبوما" شعريا لثلاث وثلاثين قصيدة لشعراء معروفين أو مجهولين، كتبت أو بالأحرى نقشت على المرمر المصيص الخالص، أو الخشب الصلب، في جدرانها ونافوراتها، وهي تكوّن بذلك في دقّة وانسجام رائعين صنفاً من الأصناف الأدبية يمكن أن نطلق عليه الشعر المنقوش.
إنّ نهي القرآن عن تقديم أشكال مشخّصة للأحياء أدّى إلى ازدهار الفنّ الكتابي أو فنّ الخطاطة، الذي بلغ في الإسلام مستويات فنيّة راقية لا مثيل لها في أيّ ثقافة أخرى. قال قائلهم في هذا الصدد :
تعلّم قوامَ الخطّ يا ذا التأدّبِ / ولازم له التعليمَ في كلّ مكتبِ
فإن كنتَ ذا مالٍ فخطّك زينة / وإن كنتَ محتاجا فأجملُ مكسبِ
إن تكاثف هذه الظاهرة وتدرّجها يمكن أن تلمس بشكل ملحوظ في القرن الرابع عشر. هناك ثلاثة أسماء تمثل القصيدة المنقوشة وهي: إبن الجيّاب، ابن الخطيب، وابن زمرك، وهو أهمّهم. وقد شغل الثلاثة جميعهم منصب الوزير الأعظم، وكانوا كتّابا كبارا للبلاط الملكي.. إننا إذن أمام فنّ غنائي بلاطي بمعناه الواسع، إذ كانوا يشرفون بأنفسهم على تزويق وتنميق المباني، كما كانوا يشرفون على وضع القصائد والزيادة فيها أو النقص منها حتى تتلاءم والحيّز المكاني المخصّص لها في مكانها من القصر.. كان عملهم ضرباً من ضروب الفنّ والثقافة والشّدو والغناء واللّهو والتّسرية والتسلّي؛ وبهذه الرّوح كان الملك يوافق على مقترحاتهم .
إنّ تعاطي الشعراء الثلاثة للسّياسة يفسّر الأخبار الكثيرة المتداولة عنهم، والتي لها صلة بهم، فاثنان اغتيلا نتيجة الصراعات التي كانت تنتشر وتحتدم في القصر، وهما ابن الخطيب وابن زمرك، أمّا ابن الجيّاب فأمكنه أن يموت في سريره، ضارباً بذلك "رقما أوليمبيا قياسيا" في غرناطة بني نصر..أعماله غير معروفة جيّدا، وهي مبثوثة في كتب مختلفة وضعت في حقب متفاوتة من التاريخ .
وتحتل كل قصيدة من القصائد الثلاث والثلاثين لهؤلاء الشعراء مساحة تتراوح بين أربعة وعشرين بيتاً من حيث التركيب، في عدّ تنازلي حتى تصل إلى بيت واحد. وأوسط هذه القصائد تتراوح بين أربعة وثمانية أبيات .
يتحدّث الشاعر بشكل مباشر إلى شخص الملك الباني، أو الملك المتفرّج، أو يستفهم الآثار والمعالم، أو يشخّص المكان الذي توجد فيه الخطوط المكتوبة شعراً، ويجعل التركيب برمّته مجموعاً في فم المكان ذاته .
القصائد التي تنمّق الجدران والنافورات والحيطان توجد في المشور و(ساحة الأسود)، والأبراج، وفي جنّة العريف. هذا التنظيم الطوبوغرافي هو الموجود في الكتاب. وبطبيعة الحال فإنّ التركيبات ليست تصوّرية في شكل واقعي؛ ذلك أنّ الحمراء لو اختفت فرضاً، فإنه سيكون من غير الممكن الاقتداء بهذه القصائد لإعادة تشييدها من جديد .
تكريم لوركا لشعراء الحمراء
من القصائد التي تسترعي انتباه الزّائر/ القارئ /المشاهد على هذه الجدران تلك التي توجد في قاعة "الأختين" في(بهو الأسود). إنّ ابن زمرك هو الغسق اللمّاع الآيل للغروب للقصيدة العربية الأندلسية، التي كانت ما تزال تحتفظ بجمالها ورونقها في عهده، إلّا أنّ مجموع هذه القصائد تشكّل جمالية مركّبة لا يمكن فصلها عن الإطار الذي توجد فيه.
يشير الباحث الإسباني "مغيل غارسيا بوسادا" إلى أنّ هذا العمل الأدبي يعدّ ذا قرابة بالشعر الإسباني الحديث، إذ إن الشاعر الغرناطي الكبير فدريكو غارسيا لوركا كان قد قال له في خريف 1932 إنّ في نيّته وضع كتاب عن ابن زمرك، الذي نشرت بعض قصائده في أحد أكبر الدواوين جمالاً في العالم، والذي صدر في مستهلّ الحرب الأهلية الإسبانية، وأجاب المستشرق غارسيا غوميس في حينه بأنه بدوره كان قد أعدّ ديواناً تكريميّاً لهؤلاء الشعراء الغرناطيين القدامى. ويشير الكاتب إلى أنّ هذا الديوان لم يكن مكتملاً كمجموع عضوي، وأنّ أجمل محتوياته وأكثرها إثارة هي قصائد الشعراء العرب والأمازيغ الأندلسيين الذين كان المستشرق غارسيا غوميس قد نشر بعضها في "مجلة الغرب" عام 1928، وأعجب بها لوركا أيّما إعجاب.
ويشير الكاتب إلى أنّ السّبب الذي جعله يعمل على إصدار ذلك الديوان الكبير كان هو الحوار الذي دار بين المستشرق غارسيا غوميس والشاعر غارسيا لوركا. فعندما كان غارسيا لوركا يقدّم قصائد ديوانه عام 1935 في مدينة برشلونة سجّلت الصحافة الصادرة في ذلك الوقت بهذه المدينة ما يفهم منه اعترافه بتفوّق سكّان الأندلس في الإبداع الشعري وإعجابه بهم، إذ قال قبيل قراءة ديوانه أمام الملأ: "إنّ الأشعار التي يضمّها هذا الديوان هي مهداة إلى الشعراء المسلمين الذين كتبوا قصائدهم على جدران الحمراء بغرناطة" .
تبلغ مساحة قُطر سقف بهو الأسُود حوالي ثلاثة أمتار ونصف المتر، ويعلوه 669 من القطع الخشبية المنحوتة بشكل هندسيٍّ بديع على هيئة أنجم، وتتمركز الزّخرفة في الشكل المثمن في الأعلى، الذي نُحتت قطعُه كذلك بدقّة متناهية متعدّدة الألوان.
ويعتبر بهو الأسود من أشهر أجنحة قصر الحمراء، وهو بهو مستطيل الشكل، تحيط به من الجهات الأربع أروقة يحملها مائة وأربعون عموداً من الرّخام الأبيض الناصع، وعليها أربع قباب مضلّعة.
ويؤكد المؤرّخون أنّ نافورة الأسود على حوضها المرمريّ المستدير اثنا عشر أسداً من الرّخام الخالص، كانت المياه تخرج من أفواهها بحسب ساعات النهار والليل؛ وقيل إنّ مخارج هذه المياه تعطّلت حين حاول الإسبان التعرّف على سرّ وكيفية انتظام تدفّق المياه بالشكل الزمني المتواتر الدقيق الذي كانت عليه.
وكانت فوّارات ونافورات وحدائق وبساتين قصر الحمراء وجنّة العريف نموذجاً متطوّراً ومحيّراً لما أدركته هندسة الريّ والسقي والبستنة، وبلغته الفنون المعمارية الأندلسية في هذا القبيل من أوجٍ ورقيٍّ في ذلك الإبّان .
*عضو الأكاديمية الإسبانية - الأمريكية للآداب والعلوم - بوغوطا- ( كولومبيا)
سرّ مكنون لعدّة قرون
وتفيد هذه المصادر كذلك بأنّ الجهة الشرقية من معلمة بهو السّباع بالحمراء ظلّت تحتفظ لعدة قرون بسرٍّ لم يفصح عنه الزمان إلاّ في الأيام الأخيرة، والذي يقدّم نموذجاً آخر جديداً عن الفنون التي تخفيها أروقة وغرف وباحات هذا القصر الإسلامي والمعلمة الفريدة التي أبدع في إتقانها السلطان الأندلسي المجدّد محمد الخامس الغنيّ بالله، إذ اكتشف الخبراء المرمِّمون المكلفون بصيانة هذه المآثر العمرانية المبهرة استعمال المهندسين المعماريين المسلمين لطرائق ووسائل وتقنيات متقدّمة، تختلف عن تلك التي كانت تُعرف عندهم حتى اليوم.
كما تم العثور من طرف هؤلاء المرمّمين، خلف الأخشاب المنحوتة التي تغطي أسقف الغرف والباحات بهذا البهو البديع، على رسومات تعكس الصّور الظلية للحيوانات، والتي لم تكن معروفة ولا مألوفة في تلك الفترة.
العنصر الجديد الآخر الذي اكتشفه الخبراء المرمّمون هو أنّ تركيب المواد الخشبية في الأسقف استعملت فيه قطع خشبية لها شكل نجمة، وكل قطعة تنتهي بإحدى عشرة نقطة أو نهاية مسنونة، في حين أنّ هذه القطع كانت من المعتاد تنتهي بسنّين اثنين فقط. وكانت هذه القطع الخشبية المتماسكة والمتلاحمة فيما بينها تستخدم لتناسب الشكل النصف الدائري من القبة، وهي الخاصّية الجديدة التي تجعلها فريدة من نوعها، والتي يرجع تاريخها إلى عام 1380 (القرن الرابع عشر). ولم يكن معروفاً حتى اليوم وجود أشكال هندسية من هذا القبيل في الأسقف الخشبية من بين مجموع هذه البناءات العمرانية.
وتشير "ماريا خوسّيه دوميني"، الخبيرة المسؤولة عن فريق العمل الذي يقوم بمهام الترميم، إلى أنّ هذه القبّة تمّيز بأنها تقوم على استعمال "الأسفاط"، (يقول عنها معجم العُباب الزاخر: "الطَّنَفُ والطُّنُفُ - أيضاً- إفْرِيز الحائط، وكذلك السَّقِيْفة"). وقد تكون هذه الكلمة قد انتقلت إلى اللغة الإسبانية واستقرّت فيها واستعملتها الخبيرة باسم (zafates) وهي تعني بها قطعاً مستطيلة من الخشب غير اعتيادية بالمرّة.
وعلى حدّ تعبير المرمّمة الخبيرة الإسبانية فإنّ "لهذه القطع أشكالاً غريبة جدّاً ونادرة، وليس من السهولة بما كان وضع اسم خاص بها"، كما توضّح أنه من المستجدّات الهامّة التي تميّز هذه الخشبات أنّ جميعها منحوتة وناعمة بنسبة تسعين في المائة. وتضيف ماريا خوسّيه دوميني أنّ "أهميّة هذا الاكتشاف تكمن في معرفة الطريقة والتقنية اللتين كان مهندسو وصنّاع بني نصر التقليديون يعملون بهما، ونوعية الزّخرفة التي كانوا يستعملونها، والتي لم يكن لنا علم بها من قبل". وتضيف الخبيرة: "هذا علماً أننا لم نفكّك بعد حتى الآن سوى العُشُر من السّقف، إلاّ أننا يمكننا أن نرى بوضوح التركيب الهندسي على أكمل وجه، كما يمكن أن نرى العلامات التي تعمل على تحديد كل قطعة، وهناك من يعتقد أننا عند معالجتنا للجزء الثاني من هذه المعلمة التاريخية سنجد تراكيبَ هندسيةً شبيهة بالسابقة".
رسومات نباتيّة وحيوانيّة
وتؤكد الخبيرة الإسبانية ذاتها أنّ هذا ليس هو السرّ الوحيد الذي تمّ اكتشافه، ذلك أنه في معظم القطع التي تمّ تفكيكها في السقف عثر المرمّمون في ظهرها على رسومات تعود لعهد بني نصر. وعندما تمّ تسليط الأضواء على هذه الموجودات لم تظهر فقط الرّسومات النباتية، والأشكال الهندسية، والزخرفة، والتنميق، بل ظهرت كذلك رموز غير معتادة في ذلك الوقت، فضلاّ عن رؤوس بعض الحيوانات أو البشر. "لقد كان من المعتاد استعمال الزخارف النباتية، إلاّ أننا في هذه الحالة، وجدنا أيضا، على سبيل المثال وليس الحصر، شكلاً مصغّراً يمثل رأس كلب"، تقول الخبيرة التي أكدت أنه "مع تقدّم العمل في هذا المجال يُنتظر بكلّ تأكيد أن نجد مزيداً من الرسومات"، التي قالت عنها إنها "بحكم تواجدها في الجانب الخلفي من الأسقف الخشبية، ونظراً لعدم وجود الورنيش (البرنيز) أو الأوساخ، أو الأتربة بها فقد ظلت محفوظة بشكل مدهش"؛ كما قالت إن "جميع الرّسومات التي تمّ العثور عليها ستصوّر، وسيتمّ حفظها ووضعها ضمن أرشيف خاص لتكون رهن إشارة الدارسين والمتخصّصين".
وقالت الخبيرة الإسبانية إنه "لا يُعرف إلى حدّ الآن لماذا تمّ رسم هذه الرسومات التي لم تكن اعتيادية في ذلك الإبّان"، وأضافت قائلةً -على سبيل الدّعابة والمزاح- "ربما كان الملل هو حافزهم لوضع هذه الرسومات"، وفسّرت ذلك بقولها: "مثلما نفعل نحن اليوم عندما ننتظر مكالمة مّا فنقوم بخربشات على ورقة بيضاء، إلاّ أنه من المؤكد أنهم لم يتخيلوا أننا سنعثر يوماً على أعمالهم، أو نكتشف رسوماتهم"؛ وأضافت أنّ "هذه الرسومات التي تمّ العثور عليها بين وثنايا وخبايا المعلمة الأكثر جذباً للسياح في إسبانيا تخرج اليوم إلى النور على الرّغم من أنه ليست المرّة الأولى التي تتمّ فيها معالجة وترميم هذه الجدران، إذ سبق أن رمّمت عامي 1923 و1936" .
وعلى إثر هذا الاكتشاف قال مدير مجلس إدارة قصر الحمراء وجنّة العريف، رينالدو فرنانديث مانثانو: "إنّ قصر الحمراء ما فتئ يفاجئنا في كلّ مرّة، وعليه فإنّ عملية الترميم ستستمرّ على امتداد السنة القادمة"، وأضاف: "لابدّ أنّ هناك أسراراً أخرى قد يتمّ اكتشافها في الأيام المقبلة". ويشير مسؤول آخر عن عمليات الترميم وهو "رامون روبيو" إلى أنّ "عملية الترميم في الجانب الشرقي من معلمة بهو السّباع بقصر الحمراء ليست هي العملية الوحيدة التي يقوم بها الخبراء الإسبان حالياً، بل إنهم منكبّون كذلك على ترميم قاعة الملوك. وتتمّ هذه الأعمال لأوّل مرّة، طبقاً للمعايير والطرق العلمية الدّولية الدقيقة المستعملة في معظم المآثر والمعالم العالمية في الوقت الراهن".
الحمراء أولى المعالم جذباً للزوّار
منذ ثلاث سنوات عادت أسود قصر الحمراء لتزأر من جديد في البهو الكبير الذي يتوسّط هذه المعلمة المعمارية والحضارية الإسلامية الفريدة، التي ما فتئت تبهر عيون الملايين من الزوّار، وتذهل عقولهم وألبابهم من كل الأعراق والأجناس، والذين يتقاطرون عليها كل يوم بدون انقطاع من كلّ صوب وحدب؛ حتى أصبحت هذه المعلمة تحتلّ المرتبة الأولى بين مختلف المعالم والمآثر التاريخية والعمرانية "الإسبانية" من حيث جذبها للزوّار، بل إنها أجملها وأروعها على الإطلاق. وحسب إدارة قصر الحمراء وجنّة العريف، فإنّ كلا من "قصر الحمراء" وملحقته "جنّة العريف" قد حققتا رقما قياسيا تاريخيا في السنوات الأخيرة، إذ زارهما ملايين السياح؛ وفاقتا بذلك بكثير جميع المعالم التاريخية الإسبانية الأخرى.
عادت هذه الأسود، وآبت إليها المياه البلّورية العذبة تتدفّق من أفواهها بخريرها المتناغم، منسابة رقراقة على إيقاع أصوات موسيقية غنائية سحرية أسطورية زريابية، لا تسمعها سوى آذان جدران الحمراء !
رحلة إلى الماضي البهيج
أعمال الترميم كانت قد بدأت منذ عدّة سنوات، وخضعت لها هذه الأسود لتعيد لها رونقها القديم، وإشعاعها وبهاءها اللذين ليس لهما نظير. لقد أصبح المرمر الأبيض الناصع يغطّي أرضية هذا البهو البهيج، والمياه تنساب في لطف بين "السّواقي" التي تملأ المكان كما كانت عليه في عهدها السابق في القرنين الرابع عشر والخامس عشر (مازالت كلمة "السّاقية" تستعمل في اللغة الإسبانية إلى اليوم بمعناها العربي القديم نفسه "acequia"، مثلما ما زالت تُستعمل كلمة "الجُبّ" باسم Aljibe في اللغة الإسبانية، كما أنها تستعمل في اللغة الأمازيغية (الريفيّة) بالمعنى نفسه إلى اليوم..وهي تعني: البئر غيرُ البَعيدةِ، أو البِئْرٌ المُجَبَّبةُ الجَوْفِ إِذا كان وَسَطُها أَوْسَعَ شيء منها مُقَبَّبةً).
خضعت هذه الأسود الاثنا عشر الأصليّة لعمليات ترميم دقيقة بعد أن نزع عنها الخبراء كل ما علق بها من مواد غريبة بفعل التآكل والرطوبة والزمن. واكتشف المرمّمون خلال عملهم أنّ كل أسد من هذه الأسود يختلف عن الآخر، وهذه الفوارق يمكن الآن مشاهدتها بشكل أكثر وضوحا من ذي قبل في فروها، وفكاكها، وخطامها، وأذنابها، بل وحتى في تعابير وجوهها.
وقد بلغت تكاليف الترميم ما يناهز 2.24 مليون أورو، بمشاركة أزيد من مائة خبير ومتخصّص في المكان الذي توجد فيه الأسود .
وبالإضافة إلى عمليات ترميم الأسود تمّ إصلاح وتحديث النظام الهيدروليكي أو المائي وتصفيته، بعد أن كان قد اعتراه البلى وعلقت به بعض المواد المعدنية كالكلس، وعوالق أخرى، كما تمّ استخراج المياه الآسنة، وتنقية المجاري الجوفية، وتركيب نظام هندسي متطوّر خاص لمراقبة حرارة المياه، لتفادي إلحاق أيّ أضرار محتملة سواء بالقنوات والمجاري المائية أو بمجسّمات السّباع مع مرور الزمن.
ويشير الخبراء الإسبان الذين أشرفوا على هذه العمليات إلى أنهم قد أعادوا استعمال الممرّات المائية الدفينة (غير المرئية) واستغلال المياه نفسها القادمة من النبع القديم الذي صمّمه واستعمله الخبراء المسلمون في القرن الرابع عشر، بأمر من السلطان الأندلسي محمد الخامس، من قمّة المنحدر المعروف باسم: "السّبيكة".
الأعمال الترميمية البالغة الدقّة التي أنجزت في هذا الشأن، والتي تنقل الزائر الجديد للحمراء في رحلة سحرية إلى الماضي البعيد، تمّت استنادا إلى مراجع ووثائق تاريخية قديمة تعود للعصر الذي شيّد فيه قصر الحمراء، وبناء على شهادات وأوصاف العديد من المؤرخين المسلمين والأجانب.
وحسب المؤرخ الألماني "هيرومينوس مونسير" (1434- 1508) فإنّ أرضية البهو في زمانه: "كانت كلها مكسوّة بالمرمر الحرّ الأبيض، وكانت القنوات المائية التي تمخر المكان، والتي تنطلق من النبع، ترمز إلى الأنهار الأربعة التي تقود إلى الفردوس". ويشير المهندس الإسباني "بيدرو سالمرون"، الذي أشرف على عملية وضع المرمر الجديد إلى أنّ "كل الشهادات والروايات في ذلك الوقت تؤكّد أنّ الأرضية الجديدة هي الآن تماما كما كانت عليه عندما رآها لأوّل مرّة الملكان الكاثوليكيان فرناندو وإزابيل بعد دخولهما لغرناطة، وأنه قد تمّ وضع 250 قطعة من المرمر على مساحة 400 متر مربّع، ذات مقاييس وأوزان متباينة، تتراوح بين 50 و400 كيلوغرام". وابتداء من الآن- بعد هذه الترميمات الدقيقة- فإنّ بهو الأسود وجميع أركان قصر الحمراء وملحقاته ستخضع لمراقبة صارمة، وحراسة مشدّدة، وصيانة دورية منتظمة.
ساحة السّباع أو بهو الأسود هي من إنجازات السلطان الأندلسي محمد الخامس الغنيّ بالله، وهي تضمّ الباحة التي تتوسّط قصر الحمراء بأسودها الاثني عشر، والبناءات المحيطة بها، مثل قاعة الأختين، وقاعة بني سراج، بالإضافة إلى قاعة الملوك، (أو قاعة العدل)، وقاعة المقربصات، بالإضافة إلى النافورة التي تتّخذ شكل قصعة مستديرة بديعة الشكل، كحوض من المرمر، يحملها اثنا عشر ضرغاماً تمجّ المياه من أفواهها وتتطاير لتسقط في رفقٍ ولطف وانسياب على جنبات النافورة المحيطة بها .
الحمراء.. ألبوم شعري على مرمر مصيص
للمستشرق الإسباني الكبير الراحل إميليو غارسيا غوميس كتاب تحت عنوان: "قصائد عربية على جدران وينابيع الحمراء"، هذا الكتاب هو عصارة عمل يمتدّ لسنوات طويلة، بدأه المؤلف منذ أن كان حديث العهد بالوصول إلى غرناطة عام 1930 ليشغل أستاذ كرسي في جامعتها، إذ طفق في العمل على جمع مواد هذا الكتاب ثم انقطع عن ذلك، وفي عام 1943، ضمن الخطاب الذي ألقاه غارسيا غوميس عند قبوله عضوا في المجمع التاريخي الإسباني تحدّث عن ابن زمرك، شاعر الحمراء، ففاجأ الحاضرين بالمعلومات التي قدّمها، سواء عن هذا الشاعر أو عن الحمراء، التي تعتبر في نظره ظاهرة فريدة من نوعها في العالم.
إنّ قصر بني نصر الكبير يعتبر بمثابة "مصنع" إعجاب، وهو خلاصة حساسية مفرطة وذكاء وقّاد، أكثر ممّا هو مصدر ثراء ورفاهية وترف. يحتوي هذا القصر على "ديكور" يكاد يشبه أرقى ديكورات المسارح العالمية، بل يفوقها جمالا وجلالا، لأنّه ديكور حيّ دائم خالد وموح بالحبّ الذي ينبعث من كل جوانبه.
تضمّ الحمراء بين جوانبها خاصيّة مميّزة ومحيّرة بكونها تعتبر "ألبوما" شعريا لثلاث وثلاثين قصيدة لشعراء معروفين أو مجهولين، كتبت أو بالأحرى نقشت على المرمر المصيص الخالص، أو الخشب الصلب، في جدرانها ونافوراتها، وهي تكوّن بذلك في دقّة وانسجام رائعين صنفاً من الأصناف الأدبية يمكن أن نطلق عليه الشعر المنقوش.
إنّ نهي القرآن عن تقديم أشكال مشخّصة للأحياء أدّى إلى ازدهار الفنّ الكتابي أو فنّ الخطاطة، الذي بلغ في الإسلام مستويات فنيّة راقية لا مثيل لها في أيّ ثقافة أخرى. قال قائلهم في هذا الصدد :
تعلّم قوامَ الخطّ يا ذا التأدّبِ / ولازم له التعليمَ في كلّ مكتبِ
فإن كنتَ ذا مالٍ فخطّك زينة / وإن كنتَ محتاجا فأجملُ مكسبِ
إن تكاثف هذه الظاهرة وتدرّجها يمكن أن تلمس بشكل ملحوظ في القرن الرابع عشر. هناك ثلاثة أسماء تمثل القصيدة المنقوشة وهي: إبن الجيّاب، ابن الخطيب، وابن زمرك، وهو أهمّهم. وقد شغل الثلاثة جميعهم منصب الوزير الأعظم، وكانوا كتّابا كبارا للبلاط الملكي.. إننا إذن أمام فنّ غنائي بلاطي بمعناه الواسع، إذ كانوا يشرفون بأنفسهم على تزويق وتنميق المباني، كما كانوا يشرفون على وضع القصائد والزيادة فيها أو النقص منها حتى تتلاءم والحيّز المكاني المخصّص لها في مكانها من القصر.. كان عملهم ضرباً من ضروب الفنّ والثقافة والشّدو والغناء واللّهو والتّسرية والتسلّي؛ وبهذه الرّوح كان الملك يوافق على مقترحاتهم .
إنّ تعاطي الشعراء الثلاثة للسّياسة يفسّر الأخبار الكثيرة المتداولة عنهم، والتي لها صلة بهم، فاثنان اغتيلا نتيجة الصراعات التي كانت تنتشر وتحتدم في القصر، وهما ابن الخطيب وابن زمرك، أمّا ابن الجيّاب فأمكنه أن يموت في سريره، ضارباً بذلك "رقما أوليمبيا قياسيا" في غرناطة بني نصر..أعماله غير معروفة جيّدا، وهي مبثوثة في كتب مختلفة وضعت في حقب متفاوتة من التاريخ .
وتحتل كل قصيدة من القصائد الثلاث والثلاثين لهؤلاء الشعراء مساحة تتراوح بين أربعة وعشرين بيتاً من حيث التركيب، في عدّ تنازلي حتى تصل إلى بيت واحد. وأوسط هذه القصائد تتراوح بين أربعة وثمانية أبيات .
يتحدّث الشاعر بشكل مباشر إلى شخص الملك الباني، أو الملك المتفرّج، أو يستفهم الآثار والمعالم، أو يشخّص المكان الذي توجد فيه الخطوط المكتوبة شعراً، ويجعل التركيب برمّته مجموعاً في فم المكان ذاته .
القصائد التي تنمّق الجدران والنافورات والحيطان توجد في المشور و(ساحة الأسود)، والأبراج، وفي جنّة العريف. هذا التنظيم الطوبوغرافي هو الموجود في الكتاب. وبطبيعة الحال فإنّ التركيبات ليست تصوّرية في شكل واقعي؛ ذلك أنّ الحمراء لو اختفت فرضاً، فإنه سيكون من غير الممكن الاقتداء بهذه القصائد لإعادة تشييدها من جديد .
تكريم لوركا لشعراء الحمراء
من القصائد التي تسترعي انتباه الزّائر/ القارئ /المشاهد على هذه الجدران تلك التي توجد في قاعة "الأختين" في(بهو الأسود). إنّ ابن زمرك هو الغسق اللمّاع الآيل للغروب للقصيدة العربية الأندلسية، التي كانت ما تزال تحتفظ بجمالها ورونقها في عهده، إلّا أنّ مجموع هذه القصائد تشكّل جمالية مركّبة لا يمكن فصلها عن الإطار الذي توجد فيه.
يشير الباحث الإسباني "مغيل غارسيا بوسادا" إلى أنّ هذا العمل الأدبي يعدّ ذا قرابة بالشعر الإسباني الحديث، إذ إن الشاعر الغرناطي الكبير فدريكو غارسيا لوركا كان قد قال له في خريف 1932 إنّ في نيّته وضع كتاب عن ابن زمرك، الذي نشرت بعض قصائده في أحد أكبر الدواوين جمالاً في العالم، والذي صدر في مستهلّ الحرب الأهلية الإسبانية، وأجاب المستشرق غارسيا غوميس في حينه بأنه بدوره كان قد أعدّ ديواناً تكريميّاً لهؤلاء الشعراء الغرناطيين القدامى. ويشير الكاتب إلى أنّ هذا الديوان لم يكن مكتملاً كمجموع عضوي، وأنّ أجمل محتوياته وأكثرها إثارة هي قصائد الشعراء العرب والأمازيغ الأندلسيين الذين كان المستشرق غارسيا غوميس قد نشر بعضها في "مجلة الغرب" عام 1928، وأعجب بها لوركا أيّما إعجاب.
ويشير الكاتب إلى أنّ السّبب الذي جعله يعمل على إصدار ذلك الديوان الكبير كان هو الحوار الذي دار بين المستشرق غارسيا غوميس والشاعر غارسيا لوركا. فعندما كان غارسيا لوركا يقدّم قصائد ديوانه عام 1935 في مدينة برشلونة سجّلت الصحافة الصادرة في ذلك الوقت بهذه المدينة ما يفهم منه اعترافه بتفوّق سكّان الأندلس في الإبداع الشعري وإعجابه بهم، إذ قال قبيل قراءة ديوانه أمام الملأ: "إنّ الأشعار التي يضمّها هذا الديوان هي مهداة إلى الشعراء المسلمين الذين كتبوا قصائدهم على جدران الحمراء بغرناطة" .
تبلغ مساحة قُطر سقف بهو الأسُود حوالي ثلاثة أمتار ونصف المتر، ويعلوه 669 من القطع الخشبية المنحوتة بشكل هندسيٍّ بديع على هيئة أنجم، وتتمركز الزّخرفة في الشكل المثمن في الأعلى، الذي نُحتت قطعُه كذلك بدقّة متناهية متعدّدة الألوان.
ويعتبر بهو الأسود من أشهر أجنحة قصر الحمراء، وهو بهو مستطيل الشكل، تحيط به من الجهات الأربع أروقة يحملها مائة وأربعون عموداً من الرّخام الأبيض الناصع، وعليها أربع قباب مضلّعة.
ويؤكد المؤرّخون أنّ نافورة الأسود على حوضها المرمريّ المستدير اثنا عشر أسداً من الرّخام الخالص، كانت المياه تخرج من أفواهها بحسب ساعات النهار والليل؛ وقيل إنّ مخارج هذه المياه تعطّلت حين حاول الإسبان التعرّف على سرّ وكيفية انتظام تدفّق المياه بالشكل الزمني المتواتر الدقيق الذي كانت عليه.
وكانت فوّارات ونافورات وحدائق وبساتين قصر الحمراء وجنّة العريف نموذجاً متطوّراً ومحيّراً لما أدركته هندسة الريّ والسقي والبستنة، وبلغته الفنون المعمارية الأندلسية في هذا القبيل من أوجٍ ورقيٍّ في ذلك الإبّان .
*عضو الأكاديمية الإسبانية - الأمريكية للآداب والعلوم - بوغوطا- ( كولومبيا)
السبت، 9 يناير 2016
من المنتظر أن تطلق شركة النقل البحري "إف إر إس" خلال شهر يناير الجاري، خطا بحريا جديدا بين ميناء موتريل (غرناطة، جنوب اسبانيا) وميناء طنجة، بحسب ما علم لدى هذه الشركة الألمانية اليوم الجمعة.
وأضح المصدر ذاته أن هذا الخط الجديد، الذي سيهم بشكل خاص نقل البضائع، سيبدأ العمل به خلال النصف الثاني من شهر يناير الجاري بمعدل سبع رحلات أسبوعيا.
وقال رئيس "إف إر إس"، خوسيه كارلوس دلغادو، إن "هذا الخط سيشكل إمكانية جديدة لزبنائنا، الذين سيصبح بمقدورهم خفض مسافة النقل عن طريق البر، وبالتالي تقليص تكلفة التنقل".
وتعتبر شركة "إف إر إس" للنقل البحري مرجعا في مجال نقل الركاب والبضائع بين ضفتي مضيق جبل طارق، وذلك بأزيد من 1,7 مليون راكب و400 ألف عربة سنويا.
وينضاف هذا الخط البحري الجديد إلى الخطوط الموجودة حاليا والتي تربط بين ميناء موتريل جنوب إسبانيا ومينائي مدنتي الناظور والحسيمة بشمال المملكة.
وأضح المصدر ذاته أن هذا الخط الجديد، الذي سيهم بشكل خاص نقل البضائع، سيبدأ العمل به خلال النصف الثاني من شهر يناير الجاري بمعدل سبع رحلات أسبوعيا.
وقال رئيس "إف إر إس"، خوسيه كارلوس دلغادو، إن "هذا الخط سيشكل إمكانية جديدة لزبنائنا، الذين سيصبح بمقدورهم خفض مسافة النقل عن طريق البر، وبالتالي تقليص تكلفة التنقل".
وتعتبر شركة "إف إر إس" للنقل البحري مرجعا في مجال نقل الركاب والبضائع بين ضفتي مضيق جبل طارق، وذلك بأزيد من 1,7 مليون راكب و400 ألف عربة سنويا.
وينضاف هذا الخط البحري الجديد إلى الخطوط الموجودة حاليا والتي تربط بين ميناء موتريل جنوب إسبانيا ومينائي مدنتي الناظور والحسيمة بشمال المملكة.
اهتمت الصحف الاقتصادية الصادرة هذا الأسبوع بعدة مواضيع راهنة، من بينها الأوراش ذات الأولوية بالنسبة للمغرب خلال سنة 2016 ، وقطاع السيارات والاستثمار وسوق العقار وتجديد رخصة السياقة.
وهكذا، خصصت (شالنج) ملفا كاملا للأوراش ذات الأولوية بالنسبة للمغرب خلال سنة 2016 ، خاصة إصلاح أنظمة التقاعد والمقاصة وتحرير أسعار البترول.
فبخصوص موضوع إصلاح أنظمة التقاعد، كتبت المجلة أن " الكل متفق على إصلاح جميع أنظمة التقاعد البالغ عددها أربعة في بلادنا، لكن جميع الفرقاء الاجتماعيين متفقون لمواجهة الطابع الملح الذي تفرضه معالجة أنظمة المعاشات المدنية، التي يديرها الصندوق المغرب للتقاعد. رئيس الحكومة مضطر لاستكمال الإصلاح، مع إعطاء الحوار الاجتماعي مضمونا حقيقيا وعدم اعتباره سلسلة جلسات لتبادل الملاحظات بشأن الحدود التي لا ينبغي تجاوزها".
وفي ما يتعلق بالمقاصة، سجلت الأسبوعية أن الميزانية التي خصصت لها هذه السنة تقدر بحوالي 15 مليار درهم، مشيرة إلى أنه " في هذا الغلاف المالي لن يكون للسكر حتما المكانة التي كانت له في السابق" وأن "رفع الدعم سيتم تدريجيا وسيصبح السعر حقيقيا خلال الأشهر القليلة المقبلة".
وأضافت أن "المواد الأخرى التي لا تزال تحت حماية المال العمومي بشكل كامل هي الدقيق الوطني وغاز البوتان".
وبالنسبة لتحرير أسعار البترول، أشارت الأسبوعية إلى أن هذا التحرير استفاد "لحسن الحظ" من وضعية الأسعار في السوق العالمي، معربة عن أملها في استمرار هذا الوضع أطول وقت ممكن.
وفي موضوع صناعة السيارات، أوضحت (شالنج) أن المملكة القوية بموقعها الجيوسياسي وخبرتها تفرض نفسها كقاطرة لقطاع السيارات في القارة الإفريقية.
وأشارت إلى أن "صناعة السيارات سجلت نموا ملموسا خلال العشر سنوات الأخيرة، وهو نمو يبدو أنه سيتواصل "، موضحة أن المغرب أصبح المنتج الثاني للسيارات في إفريقيا بعد جنوب إفريقيا ، ب 35 في المئة من حصة السوق سنة 2014 مقابل 5 في المئة سنة 2003.
وأضافت أنه تم إحداث حوالي 36 ألف و500 منصب شغل في القطاع ما بين سنتي 2009 و 2014 ، أي بارتفاع سنوي بمعدل 12,4 في المئة، مشيرة إلى أن قطاع السيارات الذي حقق رقم معاملات عند التصدير بلغ 39,8 مليار درهم (3,7 مليار أورو) خلال سنة 2014 مقابل 31 مليار درهم (2,9 مليار أورو) سنة 2013 ، يحتل المرتبة الأولى ضمن القطاعات التصديرية.
وأضافت الأسبوعية الاقتصادية أن "هذا التوسع المهم تجلى من خلال استقرار مجموعات أجنبية معروفة في المغرب".
من جهتها، اهتمت أسبوعية "فينانس نيوز" بقطاع الاستثمارات، مشيرة إلى أن لجنة الاستثمارات التي انعقدت في 30 دجنبر المنصرم، برئاسة رئيس الحكومة، صادقت على 12 اتفاقية للاستثمار و9 ملاحق بغلاف مالي إجمالي يقدر ب 38 مليار درهم.
وستستفيد هذه المشاريع ، التي من المتوقع أن تساهم في إحداث 4467 منصب شغل مباشر، من العديد من الامتيازات الحكومية، من قبيل الإعفاءات من الضرائب ومساعدات متنوعة من الدولة، عبر صندوق دعم الاستثمارات وتوفير الوعاء العقاري .
وأضافت الأسبوعية الاقتصادية أن قيمة الاستثمارات المعروضة على اللجنة خلال سنة 2015 ، بلغت إجمالي 63 مليار درهم، في حين شكلت المشاريع المشتركة نسبة 53 في المائة من الاستثمارات التي تمت المصادقة عليها.
وبالمقارنة مع سنة 2014 ، أóضاف المصدر نفسه أن المشاريع المصادق عليها خلال سنة 2015 ، سجلت زيادة في المبلغ الإجمالي للاستثمار تقدر ب47,36 مليار درهم، إضافة إلى زيادة عدد مناصب الشغل المباشرة المزمع إحداثها بأزيد من 4395 منصب شغل.
أما أسبوعية "لافي إيكو"، فسلطت الضوء على قطاع العقار الذي شهد سنة "كئيبة"، مضيفة أن تباطؤ المعاملات يواصل كف المنعشين العقاريين عن فتح أوراش جديدة.
ويواجه المنعشون العقاريون ، بحسب الأسبوعية، تحدي تصريف مخزونهم على الرغم من الركود الذي شهدته الأسعار في المدن الرئيسية بالمملكة، مضيفة أن الفاعلين في المجال الذين يعانون من ضغط أكبر لا يترددون في منح تخفيضات كبرى للخروج من الأزمة.
وكتبت الأسبوعية أنه بعد هبوط متواصل خلال السنوات الأخيرة، سجلت الأسعار بعض الاستقرار بكل من طنجة ومراكش، في حين لا يزال الركود سيد الموقف بالرباط والدار البيضاء، لكن المبيعات لم تنتعش بعد.
وبخصوص موضوع تجديد رخصة السياقة، أوضحت أسبوعية (لافي إيكو) أن أغلبية الأشخاص الحاملين لرخص السياقة القديمة، انتظروا حتى اللحظة الأخيرة للتوجه إلى الوكالات المخصصة لعملية تجديد رخص السياقة.
وأóضافت الأسبوعية أنه مازالت هناك أزيد من مليوني رخصة سياقة بحاجة إلى التجديد، مشيرة إلى أن العديد من السائقين لم يستطيعوا إيداع ملفاتهم خلال الأجل المحدد في 31 دجنبر المنصرم، بسبب الخلل الذي أصاب النظام أو بعض المشاكل على مستوى أرقام رخص السياقة.
وأشارت إلى أن شركة "السياقة كارد" المكلفة بخدمة التجديد، تواصل استقبال الطلبات بشكل عادي
وهكذا، خصصت (شالنج) ملفا كاملا للأوراش ذات الأولوية بالنسبة للمغرب خلال سنة 2016 ، خاصة إصلاح أنظمة التقاعد والمقاصة وتحرير أسعار البترول.
فبخصوص موضوع إصلاح أنظمة التقاعد، كتبت المجلة أن " الكل متفق على إصلاح جميع أنظمة التقاعد البالغ عددها أربعة في بلادنا، لكن جميع الفرقاء الاجتماعيين متفقون لمواجهة الطابع الملح الذي تفرضه معالجة أنظمة المعاشات المدنية، التي يديرها الصندوق المغرب للتقاعد. رئيس الحكومة مضطر لاستكمال الإصلاح، مع إعطاء الحوار الاجتماعي مضمونا حقيقيا وعدم اعتباره سلسلة جلسات لتبادل الملاحظات بشأن الحدود التي لا ينبغي تجاوزها".
وفي ما يتعلق بالمقاصة، سجلت الأسبوعية أن الميزانية التي خصصت لها هذه السنة تقدر بحوالي 15 مليار درهم، مشيرة إلى أنه " في هذا الغلاف المالي لن يكون للسكر حتما المكانة التي كانت له في السابق" وأن "رفع الدعم سيتم تدريجيا وسيصبح السعر حقيقيا خلال الأشهر القليلة المقبلة".
وأضافت أن "المواد الأخرى التي لا تزال تحت حماية المال العمومي بشكل كامل هي الدقيق الوطني وغاز البوتان".
وبالنسبة لتحرير أسعار البترول، أشارت الأسبوعية إلى أن هذا التحرير استفاد "لحسن الحظ" من وضعية الأسعار في السوق العالمي، معربة عن أملها في استمرار هذا الوضع أطول وقت ممكن.
وفي موضوع صناعة السيارات، أوضحت (شالنج) أن المملكة القوية بموقعها الجيوسياسي وخبرتها تفرض نفسها كقاطرة لقطاع السيارات في القارة الإفريقية.
وأشارت إلى أن "صناعة السيارات سجلت نموا ملموسا خلال العشر سنوات الأخيرة، وهو نمو يبدو أنه سيتواصل "، موضحة أن المغرب أصبح المنتج الثاني للسيارات في إفريقيا بعد جنوب إفريقيا ، ب 35 في المئة من حصة السوق سنة 2014 مقابل 5 في المئة سنة 2003.
وأضافت أنه تم إحداث حوالي 36 ألف و500 منصب شغل في القطاع ما بين سنتي 2009 و 2014 ، أي بارتفاع سنوي بمعدل 12,4 في المئة، مشيرة إلى أن قطاع السيارات الذي حقق رقم معاملات عند التصدير بلغ 39,8 مليار درهم (3,7 مليار أورو) خلال سنة 2014 مقابل 31 مليار درهم (2,9 مليار أورو) سنة 2013 ، يحتل المرتبة الأولى ضمن القطاعات التصديرية.
وأضافت الأسبوعية الاقتصادية أن "هذا التوسع المهم تجلى من خلال استقرار مجموعات أجنبية معروفة في المغرب".
من جهتها، اهتمت أسبوعية "فينانس نيوز" بقطاع الاستثمارات، مشيرة إلى أن لجنة الاستثمارات التي انعقدت في 30 دجنبر المنصرم، برئاسة رئيس الحكومة، صادقت على 12 اتفاقية للاستثمار و9 ملاحق بغلاف مالي إجمالي يقدر ب 38 مليار درهم.
وستستفيد هذه المشاريع ، التي من المتوقع أن تساهم في إحداث 4467 منصب شغل مباشر، من العديد من الامتيازات الحكومية، من قبيل الإعفاءات من الضرائب ومساعدات متنوعة من الدولة، عبر صندوق دعم الاستثمارات وتوفير الوعاء العقاري .
وأضافت الأسبوعية الاقتصادية أن قيمة الاستثمارات المعروضة على اللجنة خلال سنة 2015 ، بلغت إجمالي 63 مليار درهم، في حين شكلت المشاريع المشتركة نسبة 53 في المائة من الاستثمارات التي تمت المصادقة عليها.
وبالمقارنة مع سنة 2014 ، أóضاف المصدر نفسه أن المشاريع المصادق عليها خلال سنة 2015 ، سجلت زيادة في المبلغ الإجمالي للاستثمار تقدر ب47,36 مليار درهم، إضافة إلى زيادة عدد مناصب الشغل المباشرة المزمع إحداثها بأزيد من 4395 منصب شغل.
أما أسبوعية "لافي إيكو"، فسلطت الضوء على قطاع العقار الذي شهد سنة "كئيبة"، مضيفة أن تباطؤ المعاملات يواصل كف المنعشين العقاريين عن فتح أوراش جديدة.
ويواجه المنعشون العقاريون ، بحسب الأسبوعية، تحدي تصريف مخزونهم على الرغم من الركود الذي شهدته الأسعار في المدن الرئيسية بالمملكة، مضيفة أن الفاعلين في المجال الذين يعانون من ضغط أكبر لا يترددون في منح تخفيضات كبرى للخروج من الأزمة.
وكتبت الأسبوعية أنه بعد هبوط متواصل خلال السنوات الأخيرة، سجلت الأسعار بعض الاستقرار بكل من طنجة ومراكش، في حين لا يزال الركود سيد الموقف بالرباط والدار البيضاء، لكن المبيعات لم تنتعش بعد.
وبخصوص موضوع تجديد رخصة السياقة، أوضحت أسبوعية (لافي إيكو) أن أغلبية الأشخاص الحاملين لرخص السياقة القديمة، انتظروا حتى اللحظة الأخيرة للتوجه إلى الوكالات المخصصة لعملية تجديد رخص السياقة.
وأóضافت الأسبوعية أنه مازالت هناك أزيد من مليوني رخصة سياقة بحاجة إلى التجديد، مشيرة إلى أن العديد من السائقين لم يستطيعوا إيداع ملفاتهم خلال الأجل المحدد في 31 دجنبر المنصرم، بسبب الخلل الذي أصاب النظام أو بعض المشاكل على مستوى أرقام رخص السياقة.
وأشارت إلى أن شركة "السياقة كارد" المكلفة بخدمة التجديد، تواصل استقبال الطلبات بشكل عادي
نطقت سيدة أمريكية الشهادتين بمسجد تابع لباب دكالة بالمدنية العتيقة لمدينة مراكش، في حضرة خطيب صلاة الجمعة مولاي هشام السعيدي، المسؤول عن مشيخة الطريقة التيجانية بتمصلوحت ضواحي مراكش.
مواطنة بينسيلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية المعتنقة للإسلام، بمدينة سبعة رجال، اختارت لها من الأسماء "سليمة"، بدل الاسم الأصلي "هيونة سيندي".
يذكر أن هذا الحدث تميز بحضور كل من عبد الكريم التاريفي، ممثل المجلس العلمي بعاصمة النخيل، وأحمد بلطاقي، من المندوبية الجهوية للأوقاف، وزوج الأمريكية المسلمة الذي ينحدر من مدينة فاس.
مواطنة بينسيلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية المعتنقة للإسلام، بمدينة سبعة رجال، اختارت لها من الأسماء "سليمة"، بدل الاسم الأصلي "هيونة سيندي".
يذكر أن هذا الحدث تميز بحضور كل من عبد الكريم التاريفي، ممثل المجلس العلمي بعاصمة النخيل، وأحمد بلطاقي، من المندوبية الجهوية للأوقاف، وزوج الأمريكية المسلمة الذي ينحدر من مدينة فاس.
الخميس، 7 يناير 2016
الأربعاء، 6 يناير 2016
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)