من مظاهر التسيب وسوء التدبير بل وغياب مراقبة الرؤساء للمرؤوسين داخل وزارة الداخلية هو ما يحدث داخل مقر عمالة إقليم الفحص أنجرة، بحيث أنه وللسنة الثانية على التوالي يقوم أحد أطر العمالة يدعى "محمد عزيز الضميري" موظف بالقسم الاجتماعي كمهندس مختص في الإعلاميات بعد أن كان يشتغل سابقا كمدرس للإعلاميات بالتكوين المهني (ISMONTIC) بالتطاول على العمل الجمعوي وجمعيات إقليم الفحص أنجرة لا كفاعل جمعوي ولكن كأجير بأجرة يومية نظير إشرافه على مشروع شواطئ نظيفة بواد أليان بتراب جماعة القصر الصغير، والذي يعرف توترا حادا بين المجتمع المدني المحلي ورئيس الجماعة الذي أقدم على تعمد تسليم هذا المشروع بقوة نفوذه لجمعية تابعة لحزبه وأعضائها جلهم منخرطون في الحزب ومنهم أعضاء حاليون بجماعة القصر الصغير رغبة منه في سلك نفس منوال السنة الماضية خدمة لأجندة انتخابية.
إذ أن هذا السلوك يتعارض من جهة مع قوانين الوظيفة العمومية ومن جهة أخرى يتعارض وقيم ومبادئ العمل الجمعوي، نظرا لاستحالة الجمع بين المداومة اليومية على العمل بعمالة إقليم الفحص أنجرة، وضرورة التواجد الفعلي واليومي على مدى شهرين ونصف لتسيير المشروع من الساعة الثامنة صباحا إلى السابعة مساءا، في ظل تواجد كفاءات محلية لها خبرة طويلة في الميدان، علما أن الهدف من المشروع هو أن يكون موجها للفعاليات المحلية وليس لجهة إدارية أو من خارج الإقليم كما هو الحال هنا.
فعجبا لمن استطاع أن يغامر بمنصبه الوظيفي ومستقبله المهني ويضعه على المحك مقابل ما يناهز 300 درهم في اليوم تمتد لما يناهز شهرين فقط وذالك في سبيل ولائه لحزب الجرار الذي يبدو أنه بدأ يروض موظفي العمالة لصالحه.
فعن أي حكامة في تدبير الموارد البشرية يمكن أن نتحدث؟ وعن أي تنمية ذاتية يحاضر هذا الشخص في مختلف اللقاءات والمناسبات، وهو لا ينمي إلا رصيد جيبه بالارتزاق ضدا على مصالح أبناء الإقليم الذي لديه فيه منصب وظيفي بوزارة حساسة تتطلب الحياد بدل الإصطفاف ألى جانب هذا أو ذاك بالمساهمة في تنشيط حملة انتخابية مدفوعة الأجر لحزب بعينه قبل الأوان.
فمن يكون موظفا صباحا ومرتزق زوالا ومساءا حق أن نقول في حقه (( أنت معلم ومنك نتعلم )).
إلا أنه وفيما يمذر بتطورات دراماتيكية في الموضوع إثر اتصال لفعاليات جمعوية مع "جريدة أنجرة الكبرى أكدت لها أنها ستعمل على فضح هذا التواطئ من لدن موظفي وزارة الداخلية بالإقليم المتغيبين عن العمل خدمة لمصالح حملة انتخابية وبحثا عن فتات العمل الجمعوي من خلال مراسلتها لكل من السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم الفحص أنجرة، والسيد والي صاحب الجلالة على جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة، ومديرية الموارد البشرية بوزارة الداخلية.