ينتظر أن تشهد سوق الأسهم المغربية سنة 2017 مزيدا من الانتعاش، في ظل الإقبال المتزايد للمستثمرين الصغار والمؤسساتيين على الاستثمار في هذه السوق، التي بدأت تشهد نموا مضطردا في أدائها منذ النصف الثاني من العام الماضي.
وساعد تحسن مستوى أداء الشركات المدرجة ببورصة الدار البيضاء على تحسن مؤشرات سوق القيم المغربية بمعدلات مشجعة، طوال السنة الماضية وبداية العام الجاري؛ وهو ما شجع صغار المستثمرين والمتعاملين الأجانب إلى العودة بقوة إلى سوق الأوراق المالية في العاصمة الاقتصادية.
تحسن الظرفية الاقتصادية خلال النصف الثاني من السنة الماضية، وفق المحللين الماليين، أسهم في الرفع من معدلات مردودية الاستثمار في الأسهم ببورصة الدار البيضاء؛ وهو ما أتاح للمتعاملين في السوق تعويض مجموعة من الخسائر التي تكبدوها في سوق القيم منذ سنة 2013، حيث تؤكد المؤشرات تحسن القدرات الربحية للأسهم المدرجة بنسبة قاربت 14 في المائة، ما عزز الثقة في سوق الأسهم للعاصمة الاقتصادية داخل أوساط المستثمرين.
استرجاع الثقة دفع المتعاملين إلى خوض مزيد من المخاطر الاستثمارية في الأسهم، عكس ما ميز السنوات الماضية، وهو ما يظهر بجلاء في المؤشرات النهائية لبورصة الدار البيضاء التي ارتفع أداؤها بشكل لم تشهده منذ سنوات، حيث ارتفعت رأسملتها إلى 583 مليار درهم مع هيمنة واضحة للسوق المركزي، التي يقبل عليها صغار المستثمرين بشكل خاص، على نسبة 55 في المائة من التداولات.
ولاحظ المحللون أن هذه الحركية التي طبعت سوق الأسهم المغربية، والذي يبرز أيضا من خلال تحسن الأداء العام للسوق بنسبة 31 في المائة تقريبا، جذب مستثمرين جددا بسبب انخفاض نسبة مردودية سندات الخزينة، خاصة كبار المستثمرين المؤسساتيين؛ وعلى رأسهم أصحاب شركات التأمين والشركات العاملة في مجال توظيف أموال الصناديق الاجتماعية، التي توجهت بشكل متزايد نحو سوق الأسهم ذي المردودية الأعلى خلال السنة الفارطة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق