تعمل السلطات المحلية بعمالة المضيق ـ الفنيدق، حاليا على إنشاء معبر جديد بباب سبتة المحتلة، وذلك لمواجهة الاكتظاظ الذي عادة ما يشهده معبر “تاراخال 2” الذي أنشئ شهر فبراير الماضي. هذا الاكتظاظ الذي تنتج عنه العديد من الحوادث الخطيرة التي أسفرت مؤخرا عن سقوط ضحايا في صفوف ممتهني التهريب المعيشي بسبب التدافع، كانت آخرها مصرع ثلاث سيدات نتيجة الازدحام الذي شهده المعبر المذكور. وكانت سلطات مدينة سبتة المحتلة، قد قررت الثلاثاء الماضي، إغلاق معبر “تاراخال 2” لمدة أسبوع، بطلب من السلطات المغربية، بعد استمرار تسجيل حالات وفيات بسبب أحداث الدهس والتدافع بين حمالات وحاملي البضائع المهربة، وذلك موازاة مع فتح السلطات الأمنية المغربية المختصة، تحقيقات عاجلة حول ظروف وملابسات هذه الحوادث المميتة، حيث من المرتقب أن يستأنف المعبر نشاطه العادي ابتداء من صباح يوم غد الثلاثاء.
يذكر أن عدة جمعيات ومنظمات حقوقية محلية بإقليم الأندلس بالجنوب الإسباني، كانت قد استنكرت صمت سلطات سبتة عن ما يجري من حوادث قاتلة داخل الثغر المحتل، وبالمقابل نوهت ذات المنظمات بتحرك السلطات المغربية بعد فتحها للتحقيق حول هذه الحوادث، مؤكدة أن إغلاق المعابر لفترة مؤقتة لن يمكنه أن يمنع أو يحد من هذه الحوادث، داعية السلطات المعنية، إلى تحسين ظروف عبور ممتهني التهريب المعيشي واستحضار المقاربة الحقوقية في التعامل مع مشاكل العبور، بدل الاقتصار على الاحتكام إلى المقاربة الأمنية العقيمة، مضيفة بأنها سترفع تقاريرها الحقوقية بخصوص الوضع المتأزم والخطير بمعبر تاراخال إلى حكومة الأندلس، والبرلمان الإسباني بمدريد، لدعوتهم إلى التحقيق في مضامينها، كما أعلنت نفس الجمعيات عن نيتها عرض القضية على البرلمان الأوروبي ببروكسيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق