google.com, pub-2054062284694458, DIRECT, f08c47fec0942fa0

الجمعة، 20 مايو 2016

علاقات المغرب وأمريكا .. سوء فهم أم سحابة صيف عابرة


علاقات المغرب وأمريكا .. سوء فهم أم سحابة صيف عابرة
بخطاب شديد اللهجة، ارتأت الحكومة المغربية توجيه انتقاد لاذع وصريح لخارجية أقوى دولة في العالم، مطالبة إياها بالكف عن "الكذب الموصوف والافتراء"؛ كما شدد الموقف الرسمي المغربي على أن "المغرب لا يمكن أن يقبل باختلاق وقائع، وفبركة حالات بالكامل، وإثارة مزاعم مغلوطة تحركها دوافع سياسية غامضة".
زيارة الملك محمد السادس الأخيرة، التي قادته إلى كل من روسيا الاتحادية التي تعيش على وقع "حرب باردة" مع الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل اختلاف كبير لوجهات النظر بخصوص طريقة تدبير أزمات الشرق الأوسط وملف الانفصال بأوكرانيا، وجمهورية الصين الشعبية التي تعد حليفة أساسية ومهمة للدب الروسي، قد تدفع إلى التساؤل عن رغبة المغرب في استبدال حلفائه القدامى بآخرين جدد.
محمد زين الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني المحمدية، يرى أن ما يحصل حاليا بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية لا يعدو أن يكون سحابة صيف، على اعتبار أن ما يجمع البلدين علاقة إستراتيجية وتاريخية قوية جدا، مستطردا بالقول إن 3 أمور تسبب سوء الفهم بين البلدين.
وأبرز زين الدين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الخارجية الأمريكية لا ترتكز على المباشر في صياغة مواقفها وتقاريرها، بل تستند في معطياتها على مراجع وأشخاص يقدمون معطيات مغلوطة، وتحضر ذاتيتهم بشكل كبير، أو أن تكون الآراء المعتمد عليها يعتريها تحامل إيديولوجي وسياسي، أو أن تعتمد على بيانات مراكز بحثية أو فكرية مدفوعة ومناوئة للمغرب.
واعتبر الأستاذ الجامعي أن المسؤولين المغاربة وكافة المجتمع مطالب حاليا بتقديم النموذج الحقيقي بشكل صحيح، وألا يقف المغاربة مكتوفي الأيدي أمام هذه الصورة المغلوطة المقدمة، معتبرا أن المغرب نموذج تقدمي ديمقراطي يحتذى به في المنطقة.
ادريس لكريني، مدير مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية حول إدارة الأزمات، خلُص إلى أن السياسة الخارجية للدول لا تبنى على ردود الفعل، بل تستحضر المصلحة في منظورها المستدام، وليس في منظورها الآني، لافتا إلى أن للعلاقات بين الدولتين امتدادات تاريخية ومتينة تعود إلى عقود، وتسير في منحى متميز، وبدأت تتوطد أكثر فأكثر خلال عهد الملك محمد السادس الذي أعطاها عمقا أكبر.
وأشار أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش إلى أن المغرب يعطي إشارات قوية لتمتين العلاقات على المستوى الاقتصادي والتجاري مع الولايات المتحدة، موضحا أن توجه المملكة إلى تنويع شركائها هو قرار سيادي يعكس استقلالية قرارها الخارجي؛ ما عبر عنه الملك في القمة المغربية الخليجية الأخير، مبرزا أن التوجه نحو الصين وروسيا له ما يبرره بمنطق المصلحة، على اعتبار أنهما تحظيان بمكانة وازنة اقتصاديا، وبسبب عضويتهما الدائمة بمجلس الأمن وامتلاكهما حق الفيتو.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق